The whispering shadows

 

غرفة رقم 13

كان "عمر" يعمل كحارس ليلي في فندق قديم في أطراف المدينة، الفندق كان هادئًا أغلب الأوقات، إلا أن هناك شائعات دارت حول غرفة معينة: الغرفة رقم 13. قيل إن أحد النزلاء اختفى فيها منذ سنوات، ومنذ ذلك الوقت لم يجرؤ أحد على استخدامها.

في إحدى الليالي الهادئة، كان عمر يتجول في الممرات حين لاحظ أن باب الغرفة رقم 13 مفتوح قليلًا. توقف للحظة، ثم قرر إغلاقه. عندما اقترب من الباب، شعر ببرودة غريبة تسري في جسده، كأن الغرفة تسحبه إلى الداخل.

مد يده ليغلق الباب، لكن صوتًا خافتًا ناداه باسمه:
"عمر..."

تجمد مكانه. حاول إقناع نفسه أن الأمر مجرد خيال، لكنه سمع الصوت مرة أخرى، هذه المرة أقرب وأكثر وضوحًا. دفعه الفضول والخوف معًا ليدخل الغرفة.

داخل الغرفة

كانت الغرفة مظلمة، والهواء فيها ثقيل كأنها لم تفتح منذ قرون. الأثاث مغطى بطبقة كثيفة من الغبار، لكن ما لفت نظره كان المرآة الكبيرة على الحائط. كانت تبدو نظيفة تمامًا، كأنها تتحدى الغبار حولها.

اقترب عمر من المرآة ببطء، وبدأت تظهر عليها ملامح وجه غريب، وجه رجل شاحب بعينين فارغتين. تراجع عمر بسرعة، لكنه تعثر وسقط. عندما نظر إلى الأعلى، كان الوجه في المرآة يبتسم له ابتسامة مشوهة، وقال:
"لقد كنت أنتظر طويلاً..."

حاول عمر النهوض والخروج من الغرفة، لكن الباب أغلق بقوة أمامه. صوت الضحك بدأ يملأ الغرفة، وكأن الجدران نفسها تسخر منه. فجأة، انعكاسه في المرآة بدأ يتحرك بشكل مستقل عنه. كان يرى نفسه يقترب من المرآة، بينما هو متجمد مكانه.

اللعنة

انعكاسه مد يده من خلال الزجاج وسحبه إلى الداخل. وجد عمر نفسه في عالم غريب، مظلم، حيث كل شيء معكوس. حاول الصراخ، لكن صوته لم يخرج. في هذه اللحظة، انعكاسه خرج من المرآة وبدأ يسير في الغرفة بحرية.

"استمتع بمكاني، سأستمتع بحياتك..." قال الانعكاس بابتسامة شريرة.

حاول عمر الخروج، لكن كل الأبواب كانت مغلقة. الأصوات تملأ المكان، همسات تتحدث عن خطاياه، عن أسراره. أدرك أنه محاصر في الغرفة، أو ربما في المرآة، لا يعرف.

اليوم التالي

في الصباح، عثر أحد عمال الفندق على الغرفة رقم 13 مفتوحة. كانت فارغة تمامًا، إلا من مرآة متربة وبقعة صغيرة من الدم على الأرض.

عندما نظر العامل في المرآة، رأى شيئًا غريبًا... وجه عمر، يحدق به من الداخل، ويصرخ طلبًا للنجدة