recent
أخبار ساخنة

جمجمة الموت أسطورة لا تنتهي

 



جمجمة الموت


في أعماق غابة كثيفة تحيط بقرية نائية، كانت تعيش أسطورة مخيفة يعرفها الجميع، أسطورة "جمجمة الموت". يُقال إن هذه الجمجمة تعود إلى محارب قديم، رجل عاش في العصور الغابرة وكان يعرف بقوته الخارقة وبراعته في القتال. قُتل هذا المحارب غدرًا، ولم يُدفن بشكل لائق. ولأن دمه سُفك بخيانة، قام أحد السحرة بتحنيط جمجمته وحكم عليها بلعنة أبدية. أصبحت الجمجمة مشبعة بطاقة غامضة، وكان يُقال إن من يلمسها يُبتلى بأسوأ كوابيسه، فتتحقق في الواقع حتى تلتهمه روحه بالكامل.


تحدي الأسطورة


سليم، شاب من أبناء القرية، لم يكن يؤمن بتلك الأسطورة. كان معروفًا بشجاعته وجرأته، لكنه كان يتسم بالتهور. ضاق ذرعًا بقصص كبار السن الذين يستخدمون الأسطورة لتخويف الصغار ومنعهم من دخول الغابة. في إحدى الأمسيات، بعد جلسة طويلة من الحديث عن الجمجمة، قرر سليم التحقق بنفسه.


في الليلة التالية، حمل سليم مصباحًا وخنجرًا، وتسلل إلى الغابة رغم تحذيرات والدته وأصدقائه. كان القمر مكتملاً، يرسل نوره الباهت فوق الأشجار العالية التي بدت كأنها تتهامس وتراقبه. مع كل خطوة، كان يسمع أصواتًا خافتة وكأن شيئًا غير مرئي يلاحقه.


بعد ساعات من السير، وصل سليم إلى منطقة محاطة بأحجار سوداء كبيرة، تبدو وكأنها بقايا معبد قديم. في وسط الدائرة الحجرية، كانت الجمجمة موجودة. لم تكن مجرد جمجمة عادية؛ كانت تتوهج بضوء غامض يميل إلى الأخضر، وكأنها قطعة من عالم آخر.


اللحظة الحاسمة


دون تفكير طويل، اقترب سليم من الجمجمة. كان يشعر بجاذبية غريبة تدفعه للمسها. بمجرد أن وضع يده عليها، شعر ببرودة شديدة تسري في جسده. انطفأ المصباح فجأة، وعم الظلام المكان. في تلك اللحظة، بدأت الهمسات تتعالى حوله، أصوات غير مفهومة تردد اسمه.


"سليم... سليم..."


تسارعت دقات قلبه، وحاول إلقاء الجمجمة بعيدًا، لكنها التصقت بيده. بدأ يشعر وكأن روحه تُسحب، وظهر أمامه طيف رجل يرتدي دروعًا قديمة ومغطى بالجروح. كانت عيناه مشتعلة بغضب عارم.


قال الطيف بصوت جهوري: "من تجرأ على إيقاظي؟"


حاول سليم أن يسيطر على خوفه وسأله: "من أنت؟ ولماذا تطارد هذه الجمجمة كل من يقترب منها؟"


أجاب الطيف: "أنا المحارب الذي خانوه وقتلوه غدرًا. جمجمتي تحمل لعنتي. كل من يمسها يرى الكوابيس التي عشتها قبل موتي، ويدفع ثمن تلك الخيانة. لكنك، أيها الشجاع، مختلف عن الآخرين. لديك القوة لتحررني."


اللغز المحير


سأل سليم بحذر: "وكيف أستطيع تحريرك؟"


قال الطيف: "لتكسر اللعنة، يجب أن تعيد جمجمتي إلى مكان الراحة الذي يليق بي. هناك كهف مقدس عند سفح الجبل الأحمر. دفنت جسدي هناك، لكنهم سرقوا جمجمتي ليلعنوا روحي إلى الأبد. عليك أن تعيدها."


رغم الخوف، شعر سليم بإحساس غريب بالمسؤولية. وعد الطيف بأنه سيعيد الجمجمة إلى مكانها الصحيح.


رحلة محفوفة بالمخاطر


انطلقت رحلة سليم نحو الجبل الأحمر، وكانت الغابة تزداد ظلامًا ورهبة كلما توغل فيها. واجه في طريقه وحوشًا ليلية وسمع أصواتًا غريبة تحاول أن تشتت تركيزه. في لحظة من اللحظات، شعر وكأن الأشجار تتحرك لتحاصره، لكنه كان مصممًا على المضي قدمًا.


عندما وصل إلى سفح الجبل الأحمر، وجد الكهف المقدس الذي تحدث عنه الطيف. كان مدخله مغطى بالكروم وأشواك كثيفة. شق طريقه بشجاعة إلى الداخل، حيث وجد بقايا جسد المحارب محاطة بالرماد والعظام.


نهاية اللعنة


وضع سليم الجمجمة بعناية على الجسد، وفجأة، بدأت الغرفة تضيء بضوء ساطع. ظهر الطيف مجددًا، لكن هذه المرة كان وجهه هادئًا ومبتسمًا.


قال الطيف: "لقد أوفيت بوعدك. روحي الآن في سلام، ولن تطارد الجمجمة أحدًا بعد اليوم. شجاعتك ستُذكر دائمًا، وستصبح قصتك جزءًا من تاريخ قريتك."


اختفى الطيف تدريجيًا، وبدأت الجمجمة تفقد توهجها الغريب حتى أصبحت قطعة عادية.


العودة إلى القرية


عاد سليم إلى قريته بطلًا، وقص عليهم تفاصيل مغامرته. تحول الخوف الذي كان يحيط بالجمجمة إلى أسطورة تتحدث عن الشجاعة والتضحية. أصبح اسم سليم رمزًا للشجاعة بين سكان القرية، وتوارثت الأجيال قصته كدليل على أن مواجهة المخاوف قد تكون الطريق لتحرير النفس والآخرين.


ومنذ ذلك اليوم، لم تعد الغابة مصدرًا للرعب، بل مك

انًا يحكي عن شجاعة شاب قرر أن يكسر لعنة عمرها قرون.


Popup

",
تمرير لأعلى وأسفل
google-playkhamsatmostaqltradent