recent
أخبار ساخنة

العائد من الموت قصة رعب مثيرة"قصص رعب"

العائد من الموت



العائد بعد الموت


كانت قرية "الشعلة" صغيرةً، هادئةً، تحيط بها الغابات الكثيفة من كل جانب. في يومٍ من الأيام، هبَّ عاصفةٌ غير متوقعة جلبت معها رائحة الموت. دفن أهل القرية وجههم بين أيديهم حين سمعوا صوت جرس الكنيسة يدق. جرسٌ لم يُسمع منذ عشرات السنين.


تجمع القرويون في الساحة أمام الكنيسة القديمة المهجورة، التي اعتادوا تجنبها منذ أن غرق الكاهن الأخير فيها قبل عشرين عامًا. كان الكاهن يُدعى الأب "يوسف"، رجلاً ورعًا، لكنه مات غريبًا وسط شائعات عن طقوس سرية حاول بها استدعاء أرواح الموتى.


الليلة كانت مختلفة. الباب الضخم للكنيسة انفتح بصوت مخيف، ورجلٌ غريب خرج منها بخطواتٍ متثاقلة. عينا الرجل كانتا غارقتين في الظلام، وشعره أشعث كأنه لم يغسله منذ سنوات. كان وجهه مألوفًا للبعض. همس أحد الرجال، "هذا... هذا الأب يوسف!"


عودة الأب يوسف


بدأت الأحداث الغريبة تتوالى بعد عودة يوسف. الأطفال الذين يلعبون قرب الغابة عادوا وهم يهمسون عن ظلال تتحرك بين الأشجار. المواشي نفقت فجأة بلا سبب واضح، وبدأت النساء تسمع أصواتًا غريبة في منازلهن، أصواتًا أشبه بآهات قادمة من العدم.


لم يتحدث الأب يوسف مع أحد، لكنه بدأ في زيارة البيوت ليلاً، يدق الأبواب بصمت. أول من فتح له كان "أبو طارق"، الرجل الأقوى في القرية. لم يمر سوى يوم حتى وُجد طارق مشنوقًا في سقف منزله، وعيناه مفتوحتان على اتساعهما كأنهما شاهَدَتا شيئًا لا يوصف.


العائدون الآخرون


بعد أسبوعٍ من عودة الأب يوسف، بدأ الموتى يخرجون من قبورهم. كانت أصوات حفرٍ تُسمع ليلاً من المقبرة، وفي الصباح كان القرويون يجدون القبور مفتوحة فارغة. الموتى لم يهاجموا أحدًا، لكنهم تجولوا بين البيوت كأنهم يبحثون عن شيء.


واحدٌ من هؤلاء الموتى، "سلمى"، فتاة ماتت قبل ثلاث سنوات بحادث سقوط في النهر. أمها، التي فقدت عقلها بعد موت ابنتها، كانت أول من رأتها. كانت سلمى تقف عند النافذة ليلاً، تراقبها بصمت.


قالت الأم، وهي تبكي: "لقد عادت... لكن عينيها ليستا كما كانت. تبدو فارغة... مليئة بالكراهية."


اكتشاف اللعنة


القروي الوحيد الذي لم يُظهر خوفًا كان "عادل"، الحداد العجوز. كان يعرف الكثير عن تاريخ القرية وسر الكنيسة المهجورة. قرر عادل أن يواجه الأب يوسف.


تسلل إلى الكنيسة ليلاً. داخلها كانت الأرضيات مغطاة بالرماد، والجدران مليئة برسومات قديمة غامضة. في منتصف القاعة، كان الأب يوسف جاثيًا على ركبتيه أمام مذبح، يهمهم بكلمات غير مفهومة. كان يحيط به دائرةٌ من العظام.


أدرك عادل أن الأب يوسف لم يعد بشريًا. قال بصوت قوي، "لماذا عدت؟"


رفع يوسف رأسه ببطء، ابتسامة ميتة ارتسمت على وجهه، وقال: "القرية مديونة. دَينٌ قديمٌ بدمائهم، وسآخذها كلها."


اللعنة القديمة


كشف يوسف أن القرية كانت مبنية على أرض ملعونة. قديماً، وقبل مئات السنين، قام السكان الأوائل بالتضحية بأرواح بشرية لإبعاد أرواح الغابة الشريرة. لكن تلك الأرواح لم تختفِ، بل انتظرت. كانت العودة تبدأ دائماً بموت أحد الكهنة، ويُعاد استدعاؤها لتكمل الدائرة.


محاولة الإنقاذ


أدرك عادل أن اللعنة لا يمكن كسرها بسهولة. أُخبر القرويون بما حدث، وقرروا أن يضرموا النار في الكنيسة القديمة. كان ذلك آخر أملٍ لهم.


اجتمع الجميع أمام الكنيسة، وأشعلوا النار في كل زاوية. لكن الأب يوسف ظهر أمامهم، مشتعلاً كأنه جزءٌ من النار. صرخ بصوت مدوٍ: "لن تفروا من الدَين! ستبقون هنا... معي."


بدأت الأرض تهتز تحت أقدامهم، وانفتحت شقوق عميقة ابتلعت الكنيسة وكل ما حولها. اختفت الأصوات، وعم الصمت.


الاختفاء الغامض


في صباح اليوم التالي، لم يكن هناك أثر للكنيسة أو الأب يوسف. المقبرة بدت كما كانت، لكن القبور التي فُتحت أُعيدت لطبيعتها. لم يتحدث أحدٌ عن تلك الليلة بعد ذلك.


رغم أن القرية عادت للهدوء، ظل القرويون يتجنبون الغابة ليلاً. كانوا يشعرون أن شيئًا ما بقي هناك، يراقبهم بصمت، ي

نتظر اللحظة المناسبة للعودة مرة أخرى.


النهاية.

 

Popup

",
تمرير لأعلى وأسفل
google-playkhamsatmostaqltradent