The whispering shadows

 

يا قلبُ، كم من شَوقٍ فيك يكمنُ
تسعى به الأيامُ وتغني لك الظنُّ
قل لي، أليس الحياةُ حلمٌ طويلٌ
والروح تسافرُ بين الجفنِ والسنُّ؟

بينما العيونُ تغرقُ في مسألةٍ
والأقدار تسيرُ كما كان وما يَنُ
هل تُدرك يا قلبٌ عمقَ المعاناةِ؟
أم أنَّك، في الجهلِ، تظنُ أنَّك تُفهمُ؟

القلوبُ تعيشُ في صراعٍ يوميٍّ
تبحث عن الأملِ وسطَ الزمانِ المظلمُ
والعقلُ أحيانًا يُغمى عليه من كثرةِ
الأفكارِ التي تطفو، مثلَ الحُلمِ الملتهمُ

كم من حلمٍ ضاع في بحرِ الهمساتِ
والأملِ الذي كان ضوءًا في الظلماتِ؟
لكنَّها الأيامُ تعودُ وتدورُ
لتفجّئنا بأوجاعٍ تُحطمُ الباقياتِ

يا قلبُ، هل جربتَ أن تتنفسَ بحريةٍ؟
هل علمتَ أن الحياة ليست سجنًا مُقيّدًا؟
فالأملُ لا يُهدى، لا يُعطى، لا يُكتسبُ
إلا بالصبرِ واليقينِ بأنك قادرٌ على الهربِ من غيماتٍ

كلُّ لحظةٍ تمرُّ هي فرصةٌ جديدةٌ
لتشعلَ في ذاتك شعلةً من أملٍ بعيدٍ
وكلُّ دمعٍ تسقطُ من العينِ يروي
أرضَ قلبٍ كان صامدًا، برغمِ الجرحِ، بعيدٍ

والأحلامُ تُنسجُ في الليلِ الحزينِ
لكنَّ الفجرَ يأتي والآلامُ تغيبُ عن العينِ
فَما زالَ الضوءُ يلوحُ في الأفقِ البعيدِ
وكلُّ أملٍ في الحياةِ قد يصبحُ من جديدٍ

يا من ترى الزهورَ في الريحِ تتمايلُ
ويحملُ النسيمُ عطركَ كلَّ حينٍ يطيرُ
اعلمْ أنَّ المسافرَ في رحلةٍ طويلةٍ
لا يملُّ، بل يظلُّ يسعى، مهما كانت العثراتُ تفيرُ

إنَّ القلبَ الذي يظلُّ طامحًا بالأملِ
لا يمكنُ أن يُخدعَ بالكلماتِ الزائفةِ
بل هو من يبني أفقًا جديدًا تحتَ السماءِ
ويحرص على أن يرى النورَ حتى في أعماقِ الغيومِ المظلمةِ

والعقلُ الذي يُغلقُ أبوابَ التساؤلاتِ
يعيشُ في ظلامٍ، ينسى أنَّ الطريقَ طويلٌ
فكلُّ فكرةٍ تولدُ، هي ضوءٌ ينتظرُ
الإنسانَ ليشعلَ في الكونِ نورًا جديدًا، جديدًا وفيه اليقينُ

تذكَّرْ يا روحُ، أنَّ العيشَ ليس لحظةً واحدةً
بل هو سلسلةٌ من لحظاتٍ تتبعُ الواحدةُ الأخرى
كلُّ لحظةٍ قد تكونُ مفترقَ الطرقِ
فاخترْ دائمًا الطريقَ الذي يعزِّزُ فيكَ الأملَ والحلمَ العميقَ

إني هنا أكتبُ ألمي، وأشعرُ بفرحٍ
فكلُّ كلمةٍ هي نافذةٌ تفتحُ للأحلامِ
وكلُّ شوقٍ في القلبِ هو إشراقةٌ جديدةٌ
تبعثُ في النفسِ طاقةً لتسيرَ نحوَ الحقيقةِ

بينما نحنُ نعيشُ في بحرٍ من الحكاياتِ
يجب أن نبحثَ عن الأملِ في كلِّ الزمانِ والمكانِ
ولا نسمحُ للموتِ أن يسلبَ منا الحياةَ
بل نعيشُ كلَّ لحظةٍ كما لو أنها أغلى شيءٍ في يدينا، الأغلى ما كان بينَ يديكِ يا زمنُ