recent
أخبار ساخنة

شعر فصحي " ايام من المستقبل البعيد

 مرت الأيام، ومرت الأسابيع،




الحياة حولي صارت جنونًا واشتياقًا.
أيام تتوالى كالعواصف بلا توقّف،
والأمل تلاشى، فصار الضباب يشد الساق.

همسات في الأفق تروي عن الترتيبات الأخيرة،
التي قد تعيد للنظام بريقه، وأيامه السخيّة.
لكن النصوص التي كانت يومًا عالية،
تفرقت شظاياها، فقدت قوتها وعافيتها.

هل يمكن أن يعود النور من وسط الظلام؟
أم أن الفوضى ستظل تتغلغل في كل مكان؟
والأمل الذي كان في القلب سابغًا،
أصبح هشًّا كالزجاج في الأزمان.

بين الأوراق التي غزتها المعادلات،
وفي الخيال الذي لا يهدأ في مداراته،
خطرت لي فكرةٌ، شعرت بهدوء غير معهود،
ماذا لو سافرت في الزمان، وأعدت اللحظات؟

إلى تلك اللحظة الأولى، حين انفجر العالم،
وأحدثت القنبلة تدميرًا، لا يقال ولا يُحكى،
ماذا لو استطعت أن أوقف ذلك الانفجار،
وأحذر من سقوط البشرية في بحر الظلام؟

لكن الشكوك بدأت تساورني،
فهل سيُحسَب تدخلي خيرًا؟ أم سيكون الشر؟
هل سأنقذ الأرواح؟ أم أنني سأزيد الآلام؟
هل سأكون البطل؟ أم أنني سأغرق في المحن؟

بين علمي وخوفي، وبين الأمل واليأس،
أصبحت تائهًا في هذا الوجود، بين ضبابه وسرابه.
هل سأتجرأ على التغيير؟ أم أن القدر له الكلمة؟
أم سأظل ساكنًا، وأكتفي بالهمسات بين جدران الليل؟

ومع كل خطوة أقدم عليها، تزداد الأسئلة،
هل سأحقق الأمل؟ أم أنني فقط أزيد الجراح؟
أود لو كانت الحياة معادلةً،
تجمع الفوضى في حلٍّ سهل، لكن ذلك بعيد عن الواقع.

وبينما أنا غارق في بحر من الأسئلة،
أدركت شيئًا أخيرًا:
ربما لا يمكنني تغيير الماضي،
لكنني يمكنني تغيير الحاضر،
أن أختار أن أعيش بإرادتي، في عالمٍ مازال في يدينا تغييره.

حتى وإن ضاعت النصوص،
إلا أن الأمل لا يزال ينبض، وإن كان خفيًّا.
سأبحث عنه بين طيات الأوقات،
حتى وإن خذلني العالم بأسره

Popup

",
تمرير لأعلى وأسفل
google-playkhamsatmostaqltradent