recent
أخبار ساخنة

حكاية الحب في شاطئ الغروب

 


حكاية الحب في شاطئ الغروب

على شاطئ البحر، عندما كانت الشمس تغرق ببطء في الأفق، التقى ياسين بلينا للمرة الأولى. كان المكان هادئًا، ولم يكن هناك سوى صوت الأمواج المتلاطمة والرياح التي تعبث برمال الشاطئ الناعمة.

كانت لينا تقف وحيدة، تحدق في الأفق بعينين تحملان مزيجًا من الحزن والحنين. لفتت انتباه ياسين الذي كان يجلس على صخرة قريبة، يرسم ملامح البحر في دفتره الصغير. كانت شيئًا في هدوئها يجذبه، فتقدم نحوها بحذر.

“مساء الخير، هل أزعجتك؟” قال ياسين بابتسامة دافئة. التفتت لينا نحوه وابتسمت بخجل: “لا، أبدًا. كنت فقط أراقب الشمس تغرب.”

بدأت بينهما محادثة عفوية. اكتشف ياسين أن لينا كانت تحب البحر بنفس القدر الذي يحبه هو. كانت تأتي إلى هذا الشاطئ لتجد السلام ولتتخلص من أعباء الحياة. أخبرها ياسين أنه كان يزور الشاطئ لرسم جمال الطبيعة، وأنه يشعر بأن البحر يحمل دائمًا حكايات لا تُروى.

مع مرور الأيام، أصبح اللقاء عند الشاطئ عادة لهما. كان ياسين يرسم ولينا تقرأ كتابًا أو تتحدث عن أحلامها. كانت ضحكتها تشبه نسيم البحر، وصوتها يملك وقعًا يهدئ قلبه. ومع كل يوم يمضي، كان يشعر أن قلبه يتسارع كلما رآها.

في إحدى الأمسيات، عندما كانت السماء مغطاة بالنجوم، قرر ياسين أن يعترف بمشاعره. جمع شجاعته وقال: “لينا، منذ أن التقيتك وأنا أشعر بشيء مختلف. البحر جميل، لكنه أصبح أجمل عندما أصبحتِ جزءًا منه. هل تقبلين أن نعيش هذه الحكاية سويًا؟”

نظرت إليه لينا بدهشة ممزوجة بالسعادة. لم تتوقع هذا الاعتراف، لكنها كانت تشعر بنفس الشيء تجاهه. أجابت وهي تبتسم: “البحر يحتاج إلى الأمواج لتكتمل جماله، وأنا أحتاج إليك لتكتمل حياتي.”

ومنذ تلك الليلة، أصبح الشاطئ شاهدًا على قصة حبهما. كانا يقضيان الساعات يراقبان الغروب، يضحكان، ويحلمان بمستقبل يجمعهما. كان البحر دائمًا حاضرًا، كأنه يحمي هذا الحب النقي الذي ولد تحت سمائه.

لكن قصة الحب لم تتوقف هنا. قرر ياسين أن يتقدم خطوة أكبر، فقام برسم لوحة تجمع بين ملامح البحر ولينا، تحمل في تفاصيلها كل لحظاتهم الجميلة. عندما أراها لها، ذرفت دموع الفرح وقالت: “إنها أجمل هدية تلقيتها في حياتي.”

بعد أشهر من الحب والسعادة، قرر ياسين ولينا أن يعقدا قرانهما عند الشاطئ ذاته، تحت شمس الغروب. حضر الأصدقاء والعائلة ليشاركوهما فرحتهما. البحر، الذي كان شاهدًا على بداية حبهما، أصبح الآن شاهدًا على وعدهما الأبدي.

كانت الأمواج تهتف وكأنها تحتفل معهما، بينما الشمس تودع السماء بلونها الذهبي الساحر. عاش ياسين ولينا حياتهما مليئة بالحب، وكان الشاطئ دائمًا ملاذهما الذي يذكّرهما بأن الحب يمكن أن يولد في أكثر الأماكن هدوءًا وبساطةً.

Popup

",
تمرير لأعلى وأسفل
google-playkhamsatmostaqltradent